لم أفكر في هذا الأمر..

وأنا أبحر في الانترنت .. من موقع إلى آخر.. أصابعي تتوقف عن النقر... ماذا هناك؟
يا إلهي!...
لم أفكر في هذا الأمر من قبل!...
ماذا؟...
الموت...
وما دخل الموت في هذا؟..
قد يأتيني في أي وقت!!!!...
آه... أجل...
ربما تكون هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه الكلمات آخر لحظات حياتي... أجل
وما المانع.. إذا كان الموت لا يأتي إلا فجأة...؟؟؟؟
يا ربي رحماك...
ذكر الموت يزلزل كياني ويُفقدني توازني...
قد يكون ملَك الموت الآن في طريقه نحوي... لكي يقبض روحي....
ولن ينتظر ولو لحظة..
ولن يتأخر ولو لحظة عن الوقت المحدد..
أجل .. "فإذا أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"...
فإذا متُّ كيف سيكون حالي؟...
أو قبل ذلك...
فإذا جاء الموت.. أي ملائكة سأرى...
ملائكة رحمة تبشرني بروح وريحان...
أم ملائكة عذاب تبشرني بعذاب ورب غضبان...
يا إلهي...
لو تَفَكَّر كل إنسان في الموت... كيف ستكون أحواله...
هل سيسعد لحظة بالدنيا...
لا وألف لا...
"لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا"...
فإذا ما مت كيف سيكون حالي في قبري...
ظلمة... وحشة...خوف... ضيق... دود... سؤال...
كيف سأجيب؟ وبماذا أجيب؟
أكنت أعرف ربي لكي أقول يومها: ربي الله...
أكنت أعرف رسولي لأقول حينها: محمد رسول الله..
أكنت أعرف ديني لأقولها بملء الفم: ديني الإسلام...
يا ربي رُحماك...
هل سأكون من الذين يتمنون أن لا يعودوا إلى الدنيا لما سيروه من النعيم...
أم من الذين يقولون: ربي ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت...
فيجيبهم: كلا..

سأفارق دنياي..
سأفارق أهلي...
سأفارق والدي وإخواني..
سأفارق أحبابي.. وأصدقائي..
سأفارق العالم كله...
سأفارق أغراضي.. حاسوبي..
سأفارق كل شئ...
لأوضع في قبر... موحش...
أنتظر قيام الساعة.. فقد قامت ساعتي...
لألتحق بركب الأموات... الذين يتمنون أن يعودوا للدنيا ليسجدوا لله سجدة واحدة...

يا رب رحماك...
يا ربي ألهمني الرشد والسداد...
وثبتني على الإيمان...
ووفقني للعمل الصالح..
واشملني برحمتك... برحمتك... برحمتك...
واحشرني مع الأبرار..