"غير خليه انقل"

النقد الذاتي..
1...
كيف سيصلح حال تعليمنا العمومي إذا كانت هذه السلوكيات ما زالت تصدر منا معشر رجال ونساء التعليم..
السلوك 1:
"غير خلي تلميذ انقل باش انجح"
....
لا بد ان نعلم أن الغش أزمة خلقية قبل أن تكون أزمة تعليمية.. لأنها مرتبطة بديننا الحنيف الذي حرم كل أشكال الخداع والاحتيال والكذب...
ولذلك لا يعقل أن تجد مربيا يشجع على الغش، إما سلبا أو إيجابا..
- سلبا: بالسكوت على مختلف الظواهر المرضية المرتبطة بالغش.. وعدم فعل أي شئ للحد منها..
- إيجابيا: بالمشاركة في عملية الغش، ونقل أوراقه بين التلاميذ، وهذا لا يكون إلا إذا كان هذا الأستاذ ضعيف الشخصية يبحث عن مكسب معنوي من التلميذ.. خوفا منه او اتقاء لشره..
...
وكل من يساعد على الغش أو يسكت عنه، تجده دائما ما يلقي اللوم على المسؤولين وعلى الفساد .. وكأنه هو لا تأثير له .. ولا مسؤولية ملقاة عليه.. وكانه لن يحاسب أمام الله تعالى على ما فرط.. فالكل مسؤول..
...
فوالله لو صلح حال رجال ونساء التعليم لصلح حال التعليم... وهذا لا يعني إعفاء الدولة من مسؤوليتها فهي تتحمل الجزء الأكبر من هذا التخبط الذي نحن فيه..
...
فكيف يعقل يا من تحملون مشعل العلم والمعرفة، ان تهادنوا من تعلمون.. وتساهموا معهم في تأزيم الوضع...
...
التربية والتعليم مسؤولية جسيمة وثقيلة.. تتطلب منا كل الجهود.. وأن نضعها في أولوياتنا... 1
...
فكفانا تخاذلا.. وتفرقا.. ومهادنة للفساد.. وتطبيعا مع مختلف أنواع الغش..
...
فأنا كأستاذ مسؤول عن تعليم التلاميذ وتلقينهم معارف ومهارات وقدرات.... وتقييمهم بناء على اختبارات شفافة وذات مصداقية..
ولست مسؤولا عن نجاحهم...
فعملي يقتصر على التعليم...
...
أما أن يأتي شخص ويقول: ما دام الدولة تنجّح التلاميذ فما الداعي لتدريسهم وتضييع الوقت في ذلك.. فسبحانك هذا بهتان عظيم..
فالأصل في الرسالة التربوية هي تعليم وتربية النشء وإكسابهم المعارف، وليس الانتقال من سنة لأخرى....
فأنا لن أتدخل في سياسة الدولة.. فذلك شأنها.. يكفيني همّي وهمّ تدريس تلاميذي...
وسأدرسهم وأعلمهم وأربيهم، سواء أنجحوا كلهم او لم ينجحوا...
...
أترككم للتأمل في الصورة التالية في انتظار تعليقاتكم: