وقفة محاسبة

وقفة محاسبة..
رسالة لكل أستاذ ومربي..
أظن، والله أعلم، أننا نحتاج لوقفة محاسبة ومراجعة لأوراقنا.. فحالنا لا يسر أحدا..
صفنا قد تهدّم.. وقلوبنا قد تنافرت..

نكثر من الكلام المجاني.. ولا عمل حقيقي..

ما أن تجمعنا مناسبة حتى نصير خطباء وبلغاء لا يشق لنا غبار.. 
وما أن ننفض حتى نركن للصمت والنكران..

نحن بلا هدف ولا غاية..
أكبر أمنيات أحدنا أن يمر يومه بسلام..
وأن يلقي درسه وينصرف..
ولا تسمع لنا احتجاجا ولا حركة إلا إذا كان الأمر ماديا..

نسكت عن حقنا..
نحتج في صمت..

نكثر من الانتقادات والتعليقات والتذمرات بيننا..
وعندما يجد الجد نصفق ونهلل وننسى آلامنا..

نكثر من الوعود والأحلام.. ولا تجد أثرا لها على الواقع..

نظل طول أوقاتنا نشتكي..
من عدد ساعات العمل..
من طول المقرر..
من الإدارة..
من الحراسة..
من التلاميذ..
من الوزارة وهياكلها..
من كل شئ..

نشتكي ..

نتلاقى بضحكات صفراء.. وابتسامات باهتة..
ونفترق بقلوب متناكرة..

شعار كل واحد منا: هل في الأمر مصلحتي؟
أجل..
فلن تسمع لنا ضجيجا إلا إذا كان للأمر علاقة بمصلحتنا..

النتيجة:

غسلينا تجده منشورا أمام الكل..
يحتقرنا الكل..
يحتقرنا التلميذ..
يحتقرنا الآباء والأولياء..

تتم إهانتنا كل يوم بجميع الأشكال..

فقدنا مكانتا العلمية والتربوية والرمزية..

ولا يقولن أحد أن ذلك بسبب كائنات فضائية آتية من المريخ..
فليس هناك دخان بدون نار..
فنحن نتحمل قسطا كبيرا من وضعيتنا الحالية..

الحل:

لا بد أن نوحد صفوفنا.. فقد فرقتنا المصالح والنقابات..
لا بد أن نخلص في عملنا..
لا بد أن نبتعد عن أي شئ يشوه سمعتنا ويعرضنا للقيل والقال..
لا بد أن نحب عملنا..
لا بد أن نحب تلامذتنا..ونفهمهم ونحتويهم..

لا بد أن نتعلم كيف نحل مشاكلنا بدل الشكوى والشكوى..
لا بد أن نضحي من أجل هذه الأمة..
لا بد أن نعطي أفضل ما لدينا من قدرات وكفاءات..
لا بد أن نتقن دورنا ولا ننشغل بأدوار الآخرين..
لا بد أن نبتعد عن الحرام (الربا، الغش، التهاون..)، فالكثير منا قد غرق فيه.. والحرام سبب ضيق العيش..
لا بد أن نحب لغيرنا ما نحب لأنفسنا..
لا بد أن نستزيد من العلم.. ونكون أقوياء في تخصصاتنا..
لا بد من التكوين الشخصي المستمر..
لا بد من الدفاع عن حقوقنا بشرف وقوة..
لا بد من الابتعاد عن مواطن الشبهات..
لا بد أن نكون القدوة في المجتمع.. في علمنا.. ومظهرنا.. وسلوكنا..
لا بد أن نبتعد عن ثقافة السلبية والمادية البحتة.. فالكثير منا لا همّ له إلا الأجرة والعطل والترقيات..
لا بد أن نتعلم متى نتنازل.. ومتى نسامح.. فليس كل ما ينالنا يقبل التنازل.. (والفاهم يفهم)

لا بد أن نكون أقوياء في مواقفنا.. ولا نهادن ولا نجامل أحدا في حقنا..

دمتم طيبين..