يا إلهي ماذا يقع؟
أنا جد مستاء من المستوى الدراسي لغالبية التلاميذ، فالحالة لا تبشر بخير.. مما يجعلني في بعض الأحيان أفقد الأمل في التغيير على مستوى هذه الفئة (فئة التلاميذ ضعيفي المستوى)..
أنا أحس، من خلال تعاملي مع هذه الفئة التي أتحدث عنها، أن سبب المشكلة هي
عدم وجود دافع وحافز للعمل، وليس عدم القدرة على العمل. فهؤلاء وصلوا إلى مرحلة "
اللارغبة"، وهي مرحلة خطيرة جدا، لأن الذي يصل إليها يفقد أي إحساس بالمؤثرات الخارجية (التشجيع والتنويه من طرف الآخرين). ويبقى السبب الوحيد الذي يجعله يستمر في الحضور إلى الحصص الدراسية هو الأسرة، التي ما زالت تمارس ضغطا ولو قليلا على أبنائها من أجل مواصلة الدراسة ولو كانت في أدنى مستوياتها، فغالبية الأسر لا يهمها المستوى التعليمي لأبنائها بقدر ما يهمها انتقالهم من سنة لسنة أخرى، يعني النجاح وحسب بدون تعب.
لقد ضقت ذرعا بهذه النماذج التي لا تريد أن تبذل مجهودا من أجل النجاح والتفوق، مما يجعلنا نحن الأساتذة نتحمّل كل حصة حضورهم الذي لا يفيد، مما يعيق سير الدراسة من خلال تضييع الأوقات في تعليم أناس
لا رغبة لهم في ذلك.ما يجعلني شخصيا أبذل كل مرة المزيد من الجهد هو الفئة القليلة من التلاميذ (وغالبيتها من التلميذات) التي ما زالت تصر على التغلب على هذه الأوضاع:
- هذه الفئة التي تبشر بخير إن شاء الله تعالى.
- هذه الفئة التي يسعدني كثيرا أن أتعامل معها، أن أُعلّمها..
- هذه الفئة التي أرى من خلالها مستقبلا واعدا إن شاء الله تعالى.
- هذه الفئة التي تجعلني أحس بأهمية التعليم وتربية الأجيال.
أدعو الله تعالى أن يغير التلاميذ من أوضاعهم وتوقعاتهم، وأن ينفضوا عن أنفسهم الغبار والكسل، وأن لا يرضوا بالضعف والخمول، بل بالقوة والعمل.. وأن يجتهدوا في سبيل طلب العلم الذي هو مفتاح المستقبل إن شاء الله تعالى، فلا مكان للجهال والأميين في هذا الزمان..
لهذا كله أدعو جميع التلاميذ والأعضاء إلى المساهمة بآرائهم واقتراحاتهم وطرح أفكار ومشاريع من أجل تطبيقها في الإعدادية.. ويكون الهدف منها هو تحبيب الدراسة للتلاميذ، والتعاون على كل ما يعيد الحيوية والأمل في قلوب اليائسين من التلاميذ، وتكوين مجموعات صغيرة قصد التشجيع على الجد والاجتهاد والتنافس الشريف بين التلاميذ..في انتظاركم..
والسلام..
أستاذكم محمد أخالي