خاطرة حول الامتحان

أولا وقبل كل شئ أهنئ جميع تلاميذ السنة الثالثة ثانوي إعدادي على اجتيازهم للامتحان الموحد المحلي، وأدعو الله تعالى أن يوفقهم للنجاح..

خاطرة

يوم الامتحان:

ما أن تلوح بنظرك إلى التلاميذ وهم ينجزون الامتحان، حتى ترجع بنظرتين:
- نظرة سرور وأمل لما تشاهده من تلاميذ منغمسون في الإجابة دون إحساس بما حولهم، مبدأهم بعد التوكل على الله تعالى هو الثقة بالنفس، وفهم طبيعة الامتحان، وهي اختبار مدى قدرة التلميذ على توظيف ما تعلمه (شخصيا) وبشكل نزيه، من أجل حل الأسئلة..
إنهم، والله، جيل الغد، الجيل الذي سيحمل المشعل. مشعل المسؤولية والنزاهة والثبات على المبادئ مهما تغيرت الظروف. إنهم الأمل في مستقبل خال من الأمراض النفسية والاختلالات المجتمعية (الغش، ثقافة الكسل، انقلاب ميزان الحق والباطل...).

- نظرة خيبة وحسرة لما تشاهده من أشباه تلاميذ، لا همّ لهم إلا الحصول على الفتات. ميزان الصواب والخطأ عندهم مقلوب، فالخطأ صواب، والصواب خطأ. وأنت يا أستاذ ما دمت تغششهم فأنت رجل صالح، وإذا وقفت في وجه الغشاشين فأنت قاسي ومرفوض...هذه هي الثقافة التي جنينها من الإعلام الجديد...

ولكن أنا على يقين أن طريق هؤلاء طريق مسدود لا يوصل إلى هدف أبدا، حيث أن التلميذ إذا سار فيه يصير إنسانا بلا روح، بلا ثقافة، لا تهمه المبادئ والا الأخلاق..
فالذي يسمح لنفسه أن تغش في امتحان عادي، في بلدة عادية، لا بد أن يغش في امتحان كبير، في بلدة كبيرة... فالذي يسرق اليوم بيضة، لا بد أن يسرق دجاجة غدا، وبقرة بعد غد..

ما الحل؟

قد يقول لي قائل:" أنا أعرف أن الغش منتشر، فكيف نحاربه؟"
فأجيب:" انتشار أمر ما لا يعطيه قيمة إذا لم يكن قيما أصلا، فالباطل باطل ولو كان أهله بالملايين، والحق حق ولو كان وراءه شخص واحد. لذلك فلكي نحارب الفساد والغش في الوسط المدرسي لا بد من البدء من الصفر، لا بد أن نعي جيدا أن هذه السلوكيات حرام شرعا، ولا بد أن نربي أبناءنا على أن الاعتماد على النفس هو شرف الإنسان. وكذلك لا بد من تكاتف الجهود بين الأساتذة والتلاميذ الشرفاء من أجل وضع حد لهذا الوضع باقتراح مجموعة من الإجراءات لضبط هذه السلوكيات وتجنب التساهل مع حالات الغش، وأخيرا تشجيع التلاميذ على الاجتهاد وتصحيح سلوكياتهم وتربيتهم على احترام الذات وتجنب كل ما يسئ إليها، وإقناعهم أن تضييق الحناق على حالات الغش والانفلات لن يكون إلا في صالحهم، لأن ذلك سينقي الأجواء المسمومة، وسيقف كل تلميذ على مستواه الحقيقي دون أصباغ ولا ألوان، ومن تم سيستطيع تطوير ذاته ومعرفة نقاط قوته وضعفه في المجال الدراسي حتى يتجاوز نقاط الضعف، ويقوي نقاط القوة، سعيا نحو مستقبل أفضل..
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى..
------

تحية طيبة..

شكرا لك يا استاذ على ابرازك ما هو حكم الغش في الامتحان وان نتوكل على الله تعالى دائما

خاطرة رائعة و في نفس الوقت هادفة ننتظر منك بكل تلهف و شوق المزيد ان شاء الله

شكرا لك كوثر ومرحبا بك معنا مرة أخرى بعد هذا الغياب الطويل.. أرجو أن تكوني في صحة وعافية..

[/b] سلمت أناملك ولا حرمنا تواجدك

بارك الله فيك.. وشكرا على الإطراء الجميل..

» كبف تمحو قلق الامتحان
» فوائد الغش فى الامتحان